إدارة الوزن

ما هي التغذية الحدسية؟ المبادئ العشرة، وفاعليتها في انقاص الوزن

بدأنا نلاحظ في الفترة الأخيرة انتشار مصطلح “التغذية الحدسية” بكثرة، وبدأت تزداد شعبيته في الإعلام ولدى الباحثين.

لكن البعض أصبح يسيء فهمه و يجعل منه نظاماً غذائياً، وهو بعيد تماماً عن لأنظمة الغذائية.

لذلك سوف نوضح اليوم ما هي التغذية الحدسية و ما الأسس القائمة عليها.

ما هي التغذية الحدسية

تم إنشاؤها من قبل اثنين من أخصائيي التغذية، وهم: إيفلين ترايبول _ وإيليز ريش، وذلك في عام 1995.

وقد عرفها ترايبول بأنها: تكامل ديناميكي بين العقل والجسم من أجل صحتهما معاً، وتقوم على 10 مبادئ أساسية، تعمل على زرع أو إزالة عقبات تعترض وعي الجسم ، وتسمى الوعي الداخلي.

فتهدف التغذية الحدسية إلى تكريم الصحة وتطويرها، حيث تدمج الغريزة والعاطفة والتفكير العقلاني.

وذلك من خلال الاستماع والرد على الرسائل المباشرة للجسم، من أجل تلبية احتياجاتك الجسدية والنفسية من الغذاء.

وقد نالت على اهتمام الباحثين بشكل كبير، فأصبح لها مقياس تقييم وأدلة علمية معتمدة، وحصلت على أكثر من 100 دراسة علمية مثبتة حتى الآن.

فالتغذية الحدسية ليست نظامًا غذائيًا أو خطة طعام لفترة محددة، وإنما مبادئ عليك اتباعها من أجل صحتك. ولا يوجد فيها نجاح أو فشل، وبالتالي لا يوجد بها أي مشاعر سلبية.

وهي رحلة في اكتشاف الذات والارتباط باحتياجات عقلك وجسدك، ولا يوجد في التغذية الحدسية شيء يحسب.

فلا تحسب السعرات الحرارية، ولا الكربوهيدرات، ولا النقاط، ولا وحدات الماكرو، ولا أي عناصر أخرى.

المبادئ العشرة للتغذية الحدسية

مبادئ التغذية الحدسية العشرة

عند تطبيقك لهذه المبادئ، فسوف تتمكنين من الوصول إلى الجسم المثالي الذي يناسبك بناءً على جيناتك الخاصة:

1- رفض عقلية النظام الغذائي

تخلصي من كتب الأنظمة الغذائية، والمقالات والمجلات التي تقدم لك أملاً كاذباً في إنقاص الوزن بسرعة كبيرة، وبشكل دائم.

فثقافة الحميات هذه، هي أنظمة تعتمد على الحرمان والقطع والمنع.

وتدفعك للشعور بأنك فاشلة في كل مرة يتوقف فيها النظام الغذائي عن العمل، أو كل مرة  تستعيدين فيها وزنك السابق.

ولكن يشرط أن تكوني حرة من جميع الأنظمة الغذائية، التي تعتمد على الحرمان والمنع، لأنها سوف تمنعك من الوصول للتغذية الحدسية.

2- احترمي جوعك

حافظي على تغذية جسمك بيولوجيًا بالطاقة الكافية والكربوهيدرات، لكي لا تصلي بنفسك للحظة الجوع المفرط.

لأنه بمجرد وصولك إليها، فإن كل نوايا الأكل المعتدل والواعي تذهب ويسيطر الجوع على الموقف.

إن تعلم احترام هذه الإشارة البيولوجية الأولى -الجوع- يمهد لكِ الطريق، لإعادة بناء الثقة في نفسك وفي الطعام.

3- صنع السلام مع الطعام

هنا وفي هذه الخطوة نحن ندعوك لعمل هدنة، أوقفي معركة الطعام! امنحي نفسك إذنًا غير مشروط لتناول الطعام.

إذا منعت نفسك من تناول طعام محدد، فقد يؤدي ذلك إلى مشاعر شديدة من الحرمان، تتسبب في شراهة لا يمكن السيطرة عليه.

 وفي كثير من الأحيان، تقاومين الطعام بشدة وتضغطين على نفسك لكي تتجنبيه، ثم تستسلمين أخيرًا لهذه الأطعمة المحظورة.

وفي هذه الحالة يكون تناول الطعام بكثافة عالية جداً، ويصبح الناتج أسوأ من تناولك لكمية معقولة منذ البداية.

وعادةً ما يؤدي إلى تناول العشاء الأخير بشكل مفرط مع الشعور بالذنب الشديد في نهاية اليوم.

4- تحدي شرطة الغذاء لتتمكني من التغذية الحدسية

تضع شرطة الطعام قواعد غير المعقولة، أنشأتها ثقافة الأنظمة الغذائية المتأصلة بداخلك.

يقع مركز الشرطة هذا في أعماق نفسيتك، وتصرخ بمكبرات الصوت بانتقادات سلبية، وعبارات ميؤوس منها، واتهامات تثير لديك الشعور بالذنب، مما يؤثر على نفسيتك بشك سلبي وقاسي، وبالتالي يؤثر على صحتك.

اصرخي بصوت عال: “لا للأفكار التي تدور في رأسي” وهي الأفكار التي تعلن أنك “جيدة” لتناولك الحد الأدنى من السعرات الحرارية، أو أنك “سيئة” لأنك أكلت قطعة من كعكة الشوكولاتة.

 لهذا، تعد مطاردة شرطة الطعام خطوة حاسمة في الوصول إلى التغذية الحدسية.

5- اكتشفي عامل الرضى في طعامك

يتمتع اليابانيون بالحكمة الكبيرة، هل تعلمين لماذا؟

لأنهم يحافظون على المتعة أثناء الطعام كأحد أهدافهم الرئيسية في الحياة الصحية.

ففي إطار إجبارنا على الامتثال لثقافة النظام الغذائي، غالبًا ما نتجاهل إحدى أهم هدايا الوجود الأساسية وهي: المتعة والرضا التي يمكن العثور عليها في تجربة الأكل.

عندما تأكلين ما تريدينه حقًا في بيئة جذابة، فإن المتعة التي تحصلين عليها ستكون قوية لمساعدتك على الشعور بالرضا والقناعة.

يمكنك تقديم هذه التجربة لنفسك، لكن الأمر يتطلب فقط معرفة الكمية المناسبة لكِ من الطعام، فكوني يقظة بما يكفي لتقرري أنك قد تناولت “ما يكفي”.

6- اشعري بالامتلاء

من أجل احترام شبعك، عليك أن تثقي في أنك ستمنحين نفسك الأطعمة التي تريدها.

استمعي لإشارات جسمك التي تخبرك أنك لم تعودي جائعة، ولاحظي العلامات التي تدل على أنك ممتلئة بشكل مريح.

كيف يمكنك فعل ذلك؟ توقفي في منتصف الأكل واسألي نفسك: كيف هو مذاق الطعام ؟ وما هو مستوى جوعي الحالي؟ إذا وجدت الاجابة تشير إلى انتهاء الجوع فهنا توقفي عن الطعام.

7- تعاملي مع مشاعرك بلطف

أولاً، أدركي أنه عند وضعك لقيود كبيرة على الطعام جسديًا وعقليًا، يؤدي ذلك إلى فقدان السيطرة على النفس، والذي يؤدي إلى التناول العاطفي.

ابحثي عن طرق لطيفة ومرحة لراحتك، وحل مشاكلك، وإلهاء نفسك، لكي لا تصلين إلى الجوع العاطفي.

فعليك إقناع نفسك بأن القلق والوحدة والملل والغضب هي مشاعر نمر بها جميعًا طوال حياتنا، ولكل منها دوافعها الخاصة، ولكل منها استرضائها الخاص، فلن يعالج الطعام أيًا من هذه المشاعر.

فقد يكون مريحًا على المدى القصير تناول بعض الطعام، أو يصرف انتباهك عن الألم، أو حتى يخدرك، لكن الطعام لن يحل المشكلة التي لديكِ.

فتناول الطعام من أجل الجوع العاطفي قد يجعلك تشعرين بالسوء بكمية أكبر على المدى الطويل، لذلك يتعين عليك التعامل مع مصدر المشاعر وليس تخديرها.

8- احترمي جسدك

اقبلي مخططك الجيني مهما كان.

تمامًا كما تقبلين مقاس حذائك، فلا يُتوقع من شخص يبلغ حجم حذاءه 39 أن يضغط على قدمه لإرتداء مقاس 36، فمن غير المجدي وغير المريح أن يكون لديك توقع مماثل حول حجم جسمك وجيناته.

لكن بدايةً احترمي جسدك لكي تشعري بتحسن تجاه هويتك، فمن الصعب رفض عقلية النظام الغذائي إذا كنت تنتقدين حجم جسمك أو شكله بشكل مفرط، فكل الأجساد تستحق التكريم والاحترام.

9- الحركة للمتعة

في بداية الأمر عليك نسيان التمرين العسكري والقاسي، لأن هذا قد يسبب لك احباط وتراجع، فقط كوني نشيطة واشعري بالفرق.

ركزي إلى ما تشعرين به عند تحريك جسمك، بدلاً من التركيز على تأثير التمرين على حرق السعرات الحرارية والاهتمام بالأرقام فقط.

فإذا ركزت على ما تشعر به عند ممارسة الرياضة، مثل: النشاط، والسعادة، والأفكار الإيجابية، يمكن أن يحدث لديك فرقاً بين الخروج من السرير في نزهة صباحية سريعة، أو النقر على رز الغفوة للمنبه.

10- احترمي صحتك بالتغذية السليمة

قومي باختيارات طعام تحترم صحتك وذوقك، وبنفس الوقت تجعلك تشعرين بالرضا، وقد يساعدك قراءة المكونات على البطاقة الغذائية في اختيار الغذاء الذي يحترم صحتك.

وتذكري أنك لست مضطرة لتناول الطعام بشكل مثالي لتكوني صحية، فلن تعاني فجأة من نقص في المغذيات، ولن تصبحين غير صحية من وجبة خفيفة واحدة قد تحتوي على الكثير من السكريات.

المهم هو ما تأكله باستمرار مع مرور الوقت، فنحن نهتم بالتقدم البسيط الدائم وليس الكمال.

فاعلية التغذية الحدسية في انقاص الوزن

فاعلية التغذية الحدسية في خسارة الوزن

بشكل عام تعمل المبادئ العشرة التي ذكرناها على قاعدتين أساسيتين لكي تتخلصي من فقدان الفائض من وزنك، وهما:

  1.  مساعدتك على تنمية تناغمك مع أحاسيسك الجسدية، والتي تنشأ من داخل جسمك لتلبية احتياجاتك البيولوجية والنفسية دون زيادة أو نقصان.
  2. إزالة العوائق التي تعترض هذا التناغم، و تأتي عادة من العقل على شكل قواعد ومعتقدات وأفكار متأصلة خاطئة.

 إن عملية التغذية الحدسية، هي ممارسة تكرم الصحة الجسدية والعقلية،  وتتماشى مع الصحة في كل أشكالها، لأن السعي وراء فقدان الوزن القاسي هو نموذج فاشل يؤدي إلى مشاكل صحية.

الأمر هام في هذا الوقت، هو أن تفهمي أنك تصلحين مشاكل سنوات من التفكير في عقلية الأنظمة الغذائية. فالأمر سوف يستغرق بعض الوقت، لكي تثقي حقًا في أنك لن تمنعي نفسك أبدًا من أي أطعمة محببة وأنك قد تصالحت مع جميع الأطعمة.

إلى أن يحدث ذلك الأمر، وإلى أن يبدأ خسارة الوزن في أخذ مساره، فمن الشائع جدًا أن ترين بعض الزيادات في الوزن والأكل الزائد عن الحاجة.

ومن المهم أيضًا أن تعملي على حل مشاكلك العاطفية الكبيرة مع معالجك النفسي، للشفاء التام من اضطراب الأكل العاطفي، فإن تعلم احترام جسدك والتعاطف مع نفسك أمر بالغ الأهمية.

كما يمكنك الإنضمام إلى مجتمع التغذية الحدسية المجاني، حيث يمكنك من خلاله الحصول على الدعم من الآخرين الذين يكافحون مثلك.

الخلاصة

قد تحتاج هذه المبادئ العشرة إلى بعض الوقت من أجل اتقانها والتمرس فيها، لذلك عليك أن تتحلي بالصبر، ولا بأس ببعض الوزن المكستسب فيها البداية لأن هذا مؤقت.

كل ما عليك هو الإستماع لنفسك جيداً، والإيمان بأنك تستحقين الأفضل ولا تقلين أهمية عن أي امرأة أخرى مطلقاً.

في النهاية ستشعرين بالبهجة التي تأتي من التخلي عن التفكير في النظام الغذائي والحكم على الذات.

أتمنى لك السلام والسعادة في حياتك، لا تنسي مشاركة الموضوع مع صديق مهتم، وطرح أي أسئلة لديك أو استفسارات في التعليقات.

القائمة البريدية

ابدئي خطوتك الأولى وانضمي إلينا الآن

لتصلك أحدث المقالات التغذوية والرياضية

لا نقوم ببيع أو نشر أي بريد إلكتروني! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى